يعتبر الشيخ محمود قابادو (1815-1871) أحد أركان الحركة الإصلاحية والتنويرية بتونس في القرن التاسع عشر. وقد تميّزت شخصيّته الفكرية والدينية بنزعتها إلى التحديث وتحمّسها لمشروع خير الدين ومراهنتها على الانفتاح. وفي نطاق التعاون بين المجمع التونسي «بيت الحكمة» والجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التّونسي، انتظمت ندوة بمشاركة ثلة من الدارسين والأساتذة المختصين تناولوا فيها بالبحث جوانب طريفة من شخصية قابادو (ليليا قبادو) ورسائله وآثاره الصحفية (محمّد علي الشتيوي وموازنة بين نشاطه ونشاط المبشر «بورقاد» (حميدة الحمايدي) ومكانته في العصر الجديد (رياض المرزوقي) ودوره في المدرسة الحربية بباردو (عبد الرزاق الحمامي) وتجربته التصوّفيّة محمّد بن الطيب) وخطابه الإصلاحي (جمال الدِّين دراويل والدور التاريخي لبعض تلاميذه الذين تأثروا به محمود بوعلي). وقد كان هذا اليوم الدراسي فرصة لتصحيح بعض الآراء التقليدية حول محمود قابادو «شاعر البلاط » ولإبراز تميّزه بين جماعة خير الدِّين» وحقيقة علاقته بأحمد بن أبي الضياف، كما كان فرصة للردّ على من انكبوا على تتبع نقائصه.

يعتبر الشيخ محمود قابادو المولودسنة 1815 والمتوفى سنة، 1871 أحدأركان الحركة الإصلاحية والتنويرية في تونس القر 19 . وقد تميزت شخصيته الفكرية والدينية بنزعتها إلى التحديث، وتحمسها لمشروع خير الدين، ومراهنتها على الانفتاح على الآخر، ودعمها لحركة الترجمة وسيلة ناجعة من وسائل تجسيد التواصل مع الحضارة الأوروبية.