Id | Title | Start page | End page |
---|
Id | Title | Start page | End page |
---|
ثمّة مفهومان يبدُوان الآن بديهيَّيْن: دور الطاقة الأساسي والكوني، وخصوصا في شكل الديناميكا الحرارية النشِط، والثاني هو العلاقة الكبيرة التي تربط الحياة بهذه الديناميكا. وقد كتب هيبر ريفز Huber Reeves فيما يخص الحياة والطاقة: «لقد جئنا من ذلك الحبّ الجامح للحياة الذي يدفع الطاقة الكونية إلى أن تنتظم وأن تحيا وتفكّر ». ورغم أنّ ظهور الحياة قد أُسنِد منذ ملايين السنين إلى أصل متعالٍ، ومنذ عهد قريب إلى الانتقاء الطبيعي، فإنّ بديلا آخر ممكن. فالمحرِّك وراء كلّ هذا المسار قد لا يكون إلا فيزيائيا، وهو الطاقة وبصفة أدقّ القانون الثاني للديناميكا الحرارية. ربّما كانت ثمّة، تحت عمل التدفقات التي تخفّض ممالات وتبدّد-تحطّ الطاقة المفيدة، إمكانيةٌ لأنظمة في أن تنتظم وأن تتعقّد وأن تصل في النهاية بصفة مباغتة إلى ظهور الحياة. ويكون تصوّر الحياة إذ ذاك أنّ ›النظام أتى من الفوضى‹، وأنّ التعقيد الذي أوصل إلى الحيّ إحدى أنجح الوسائل لكي تُمحى الممالات وتزيد الأنتروبيا ويتمّ الذهاب في اتّجاه القانون الثاني للديناميكا الحرارية: «تخضع كيمياء أجسامنا لكل قوانين الديناميكا الحرارية؛ والحياة، مثلها مثل الكون، سيل يجري ديناميكيا حراريا من المنبع إلى المصبّ. ولسنا سوى ارتداد للأمواج في بحر ديناميكي حراري، جزء من مسار كون يعيش من الطاقة...وينزع الانتقاء الطبيعي إلى الزيادة في سيل الطاقة عبر منظومة. وتُجهِد المنظومات الحيّة نفسها في اللحاق بالممالات وفي خزنها والحطّ منها...والمسارات الديناميكية الحرارية في النُظُم البيئية هي الأساس الذي بُني عليه التطوّر... إنّ وقوع أحداث تسببت فيها الصدفة في الطبيعة لا يتحاشى الصفة التوجيهية التي يعطيها القانون الثاني أو تنظيمها لاستعمالات الطاقة البارعة في منظومات لا تنفكّ تتعقّد مع استمرار التطوّر... فالبيولوجيا ليست فقط متماسكة مع الديناميكا الحرارية، بل إنّ القانون الثاني يوفّر كذلك «الدفع » السببي أو «القوة » لكثير من المسارات المرتبطة بالبيولوجيا حتى تنبعث وتنمو 295( » (.
أن تحيا ليس بالتأكيد أن تكتفي بحياة بيولوجية، حيوانية، بل بالخصوص أن تحاول فهم الخيط الرابط الذي قد يكون وراء وجود الكون الذي نحن فيه، من بُناه الأكبر إلى سرّ جُسَيْماته دون الذرّيّة والكواركات quarks ، وطبعا إلى سرّ الحياة التي تُنعشنا. لقد حكم شوبنهاور Schopenhauer حكما قاسيا على الذين يعيشون ثم يموتون دون أن يفكّروا لا فيما يحيط بهم ولا في ماهيتهم، إذ قال: « إنّ الذين لا يتساءلون عن وجودهم وعن وجود الكون قاصرون ذهنيا .» إنّ الغاية الكبرى للفلسفة وللعِلم هي الفهم، والفهم خصوصا. وهدفُهما البعيد هو محاولة اختراق الطبيعة والقوانين الفيزيائية لِكَوْن غير واع في الظاهر، والقوانين البيولوجية التي يخضع لها الحيّ. وتُكمِل تلك الغايات مقاربةٌ في نظرية المعرفة وامتدادها إلى إمكانية )أو عدم إمكانية( الوصول إلى معرفة حقيقة ما يحيط بنا.
Language | Ebook |
---|
This website use cookies to help you have a superior and more relevant browsing experience on the website. Read more...
Nom | Fournisseur | Finalité |
---|---|---|
Session | www.Al-Fikr.com | track and identify requests from a single browser |
Culture | www.Al-Fikr.com | track the user's preferred culture information |
Antiforgery | www.Al-Fikr.com | stop unauthorised posting of content to a website |
Consent | www.Al-Fikr.com | allows you to ask for (and track) consent from your users |
We have detected that your email and password are linked to a number of organizations with different roles!
Please choose the access you wish to grant with this session from the following list:
Title | Price | Total |
---|